منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، فلسطين، العضوية الكاملة في الـ «يونيسكو»، اليوم، نتيجة تصويت اجرته الجمعية العمومية للـمنظّمة في باريس.
وجاء في القرار، الذي ايدته 107 دول من أصل 193 ، ان « الجمعية العمومية (لليونيسكو) قررت قبول فلسطين كعضو في اليونيسكو».
وفي أوّل تعليق على الموضوع، رفضت وزارة الخارجية الاسرائيلية قرار المنظمة منح فلسطين عضوية كاملة فيها، معتبرة ان ذلك يبعد احتمال اي اتفاق سلام.
وقالت الوزارة في بيان ان «اسرائيل ترفض قرار الجمعية العمومية التابعة لليونيسكو في 31 من تشرين اول/اكتوبر بقبول فلسطين كدولة عضو في المنظمة»، مضيفةً أن «هذه مناورة فلسطينية احادية الجانب لن تجلب اي تغيير على ارض الواقع بل من شأنها ان تبعد احتمال اي اتفاق سلام».
في المقابل، اعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ان انضمام فلسطين إلى الـ«يونيسكو» يشكل «انتصارا للحق والعدل والحرية»، معربا عن شكره لكل الدول التي صوتت لصالح هذا الانضمام.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة، لـ«فرانس برس» من العاصمة الأردنية عمان حيث يتواجد مع عباس، الذي وصل مساءً قادماً من قطر، ان «الرئيس عباس يعتبر ان هذا التصويت انتصارا للحق والعدل والحرية للشعب الفلسطيني».
أما حركة «حماس» فقد رحّبت بالقرار، معتبرة اياه «خطوة ايجابية».
وأعلن سامي ابو زهري، المتحدث باسم الحركة، للوكالة ان «حركة حماس ترحب بقرار اليونيسكو وتعتبره خطوة ايجابية تؤكد على الحق الاصيل للشعب الفلسطيني في ارضه ومقدساته وتراثه»، مشيراً إلى أن القرار «يعكس التراجع الكبير للدور الاميركي في المنطقة وازدياد التعاطف الدولي مع الحقوق الفلسطينية».
وفي وقت سابق، قال المبعوث الإسرائيلي، نمرود بركان، لوكالة «فرانس برس»، ان اسرائيل تقرّ بأن الفلسطينيين سيحصلون على تصويت للانضمام الى الـ«يونيسكو» عضواً كامل العضوية، موضحاً أن الدولة العبرية ستنضم الى الولايات المتحدة في سحب تمويلها للمنظمة التابعة للامم المتحدة.
وأكد بركان أنه «سيجري تصويت وسيفوز به الفلسطينيون (...) طبقاً لحساب الاصوات الذي قمنا به»، مضيفاً أن اسرائيل ستنضم على الارجح الى الولايات المتحدة في سحب تمويلها، بنسبة نحو ثلاثة بالمائة اخرى من موازنة اليونيسكو، على الرغم من أن هذا «سيجعل من المستحيل على اليونيسكو اداء وظيفتها ».
وتابع المبعوث الاسرائيلي «لا اعتقد أننا سنواصل دفع مستحقاتنا السنوية وسنحذو حذو الاميركيين في ذلك، لذلك سيفقدون ربع التمويل (...) ما سيجعل من المستحيل على اليونيسكو اداء وظيفتها».
ومع سعي الفلسطينيين أيضاً للانضمام إلى الجمعيةالعامة للامم المتحدة في نيويورك، شدد بركان على أن ذلك «قد يؤدي (من جانب اليونيسكو ) الى اثر مضاعف ينسحب على العديد من الهيئات المتخصصة الاخرى التابعة للامم المتحدة وعلى نيويورك ( الجمعية العامة)».
من جهتها، رأت مارثا كانتر، وكيلة وزارة التعليم الاميركية في الـ« يونيسكو»، ان التصويت اليوم على انضمام الفلسطينيين للـ« يونيسكو» «سابق لأوانة ويؤتي نتائج عكسية ».
وقالت كانتر «نعتقد انه امر سيؤدي الى نتائج عكسية وخطوة سابقة لأوانها» قبل التصويت الذي يجري حول العضوية الفلسطينية لليونيسكو ويتطلب اغلبية الثلثين بين البلدان الاعضاء بالمنظمة ممن يحق لهم التصويت.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد منعت في التسعينيات تمويل اي منظمة تابعة للامم المتحدة تقبل بفلسطين عضواً كامل العضوية، ما يعني ان اليونيسكو ستخسر سبعين مليون دولار او نحو 22 بالمائة من موازنتها السنوية .